عندما تتساقط الأقنعة .....

كل يوم نقابل أشخاصاً .. نعرف منهم ما نعرفه و نجهل منهم ما نجهله .. نرى أشخاصاً نعطيهم الكثير من الاحترام و الثقة .. حتى نراهم أنهم حقاً الشخصية المثالية .. الشخصية التى تستحق أن يصنع لها تمثال .. ونرى أنفسنا أمامهم لا شئ .. فنعطيهم فرصة أن يتحكموا فى تصرفتنا .. و يبدأوا فى انزال سيول النصائح علينا .. لا بل سيول الأوامر التى لا تنتهى .. و أحياناً كثيرة ننجرف وراءهم بدون تفكير .. لأننا فقط نرسم لهم فى أذهاننا الصورة الحسنا ء ..
ولكن ما المشكلة فى ذلك ؟؟ فهؤلاء أشخاص عظام يعرفون مثقفون متدينون .. جميل أن ينصحونا وجميل أن نستمع اليهم ..
 لكن عندما تتساقط الأقنعة
.لنعرف أن هؤلاء الأشخاص هم أول من يحتاجون تلك النصيحة .. نعرف أنهم ينصحونا بما لا يفعلوه .. وأن كل ما قالوه ما هو إلا كذب .. يدعونا إلى أن يكون لدينا ضمير و هم لا يعرفونه

نعم فاليوم أفيق على صدمة جديدة لأكتشف هناك شخص كنت أكن له كل الاحترام و التقدير .. كنت أراه خير مثال فى الالتزام و التدين فبعد أن كان ينصحنى هو .. أكتشف أنه بأمس الحاجة إلى تلك النصائح ..

وأصدم أكثر عندما أرى هذا المرض يتفشى فى مجتمعنا .. نعم إنه مرض و خبيث أيضاً .. أليس التناقض بمرض ؟؟.. عندما أرى مجتمعاً بأكمله يرتدى الأقنعة .. يقول ما لا يفعل ،، ويفعل مالا يقول ... يكذب ليدارى عيوبه بدلاً من أن يعالجها ،، فمعظم الساسة و الحكام يرتدون قناع ليخفوا به أطماعهم ،، ورجال الدين يرتدون قناع التدين و التمسك به ،، حتى نحن كأشخاص عاديون نرتدى أقنعة قد نخفى بها أشياء كثيرة بنا وما أكثر الأقنعة تلك الأيام..

والجميع نهايةً يرتدى قناع حب الوطن .. الجميع يعيش طوال حياته ممثلاً .. لكنه التمثيل الذى بلا فائدة ،، لأنه لا يلعب سوى الأدوار الساقطة .... فهل هذا مجتمع له أن يحلم أنه يوماً ما من الممكن أن ينهض ؟؟ و أن بتقدم ؟؟ هل لهذا المجتمع أن يحلم أنه يوماً ما يستطيع أن يكسب احترام العالم بأجمعه ؟؟ وهل اذا حدث ذلك هل سنكون حقاً نحلم بهذا ؟؟ أم أنه ما مجرد إلا قناع نرتديه لنوضح أننا شعوب لديها الأمل و الطموح ،، ولها رؤية للمستقبل .....