******** أنـــــا لســــت مــــــلاكاً ********

((أنـــا)) ... إنســــان ربـــما عاش قليـــلاً ... لكن ربما يــكون يعلم ..أكثر من هذا القليل .. ((أنــا )) .. جاء عليه الوقت الذى تصالح فيه مع الحيـــاة ..لكنها سرعان ما غدرت به ..

((أنـــا)) ... قابل أناس كثيرين ... و تصادق مع أكثر .. لكنه لم يبق معه إلا الأقل منهم ..

((أنا )) كــان له أصدقاء ..و أحباء .. و حدثت بينهم و بينه .. مشاكل كبيـــرة .. و سواءً تصالح معهم أم لا ... إلا انه طوال وقت هذا الخصام ... استمتع بعدة قصص و روايات .. و اكتشف فى أصدقائه و أحبائه ..موهبة الـتأليف .. بل أنه أحب نفسه .. أنه استطاع أن يعطيهم صورة واضحة للشيطان ..كى يستطيعوا أن يبنوا عليها ..أحداث رواياتهم العظيمة .. التى فقط صنعوها ..من أجل أن يجسموا الشيطان فى صورته .. و لينتهى الطريق ب ((أنــا )) الطريق ... بأن يكون هوذلك الصديق الخائن .. و الحبيب الذى لا يمتلك بقلبه سوى الجفاء .. و الإنســــان الشيطان .. الذى لا يستحق أن يحيا فى هذة الدنيا مع هؤلاء الملائكة ..

, ظل ((أنــا )) ..طوال هذة المدة يشاهد و يسمع و يقرأ ..قصص هو بطلها الأول .. و العنصر الشرير فيها ...فهذا صديق ... يتحدث عن عدم اخلاصه له ..كلما سئل عن أسباب ضياع هذة الصداقة .... وهذا شخص كان ((أنــا )) ..يحترمه و يقدره ..بل و يحبــــه كثيراً ... يتحدث عنه .. و يقول ...أنه نادم كل الندم على معرفة (( أنــا)) ... بالرغم من أنه منذ عدة شهور كـــان يود أن يضحى بعمره من أجل أن يحصل عليـــها .. و هذا ... و هذا .. و هذا ...

استغرب ((أنـــا)) من ذلك ... لكنه ظل يحمل فى قلبه و فى خياله.. لحظاتهم السعيدة ... و كل الذكريات الجميلة .. وجعلها مبرراً له ..لكــى يبدأ معهم بالســـلام ..و يغفر لهــم رواياتهم الكاذبة ..لكنه فوجئ بجفاء و نسيان للعمر الذى قضوه سوياً ...

لكــــن ..ظــل ((أنــا)) ..يُقدرهم و يحتسب لهم الأعذار .. و ظلوا هم فى جفائهم ... مستمرين ... ليسوا باقيين على أى لحظة جميلة ....

و يومـــاً ...و بعد كثرة أخطائهم ... جلس ((أنــا)) ..يراجع الأحداث فى عقله منذ البداية ... و يعرضها فى خياله ..عرضاَ بانورامياً ... فوجد أنه بالفعل كان مشارك فى الأخطاء التى تسببت فى خلق هذا الخصام .. و اعترف ((أنــا )) بأخطائه اعترافاً كاملاً، بل كاد يتحمل هو مسئولية هذة المشكلة ..و أنه هو من اختلقها ... بالرغم من مشاركتهم التى لا تقل عن مافعله ..لكنه كاد أن يضع اللوم على نفسه فقط .. و لكــن سرعان ما تذكر رواياتهم .. و قصصهم التى اخترعوها و ألفوها عليه ... مما كـــان له الأثر الأكبر ..فى قَلب موازين الحكم لديه .. و وجد أنه اذا استطاع من خلق مبررات لهم فيما فعلوه ليؤدى للخصام بينهم ..فلن يجد لهم مبرراً واحداً ..عن جفائهم و قسوتهم تجاهه ..

و اكتشف (( أنــا)) أيضاً ... بأن كل من حوله ... يجيدون ...بل إنهم أساتذة فى وضع القصص و الروايات ..فقط ... ليظهروا فيها بدور [[ الملائكة ]] ... و قتها زاد احتقار ((أنــا)) لهم ..أكثر وأكثر .... و قرر و بدون أن يتردد لحظة ..أن يعلنها ... و يقولها بصوت عال ... (((( .. أنـــــــا لست مــلاكاً ..)))) ... بكل ثقة و فخر يقولها .... (( أنـــــــا لســـــت مــــلاكاً ..)) .. و لن أكون يومــاً من الأيام بمــــلاك .....                               

                                                    ******** أنـــــا لســــت مــــــلاكاً ********